انطلاقًا من رؤية جامعة اليرموك في ترسيخ مبادئ التعليم الدامج وتعزيز القيم الإنسانية في الحرم الجامعي، عقدت عمادة شؤون الطلبة – ممثلة بقسم رعاية الطلبة ذوي الإعاقة – ورشةً تدريبية متخصصة لأعضاء الهيئة التدريسية في قسم الفنون التشكيلية، بعنوان:
"التعامل مع الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة (الصم وضعاف السمع)"، وذلك برعاية عميد كلية الفنون الجميلة الأستاذ الدكتور علي الربيعات.
وجاءت هذه المبادرة لتجسّد الشراكة الفاعلة بين عمادة شؤون الطلبة وكلية الفنون، بما يعزّز إعداد كادر أكاديمي يمتلك الوعي والمهارة للتعامل مع الطلبة من ذوي الإعاقة، ولا سيما في التخصصات الفنية التي تقوم على التواصل البصري، والتعبير الإبداعي، وتقدير الفروق الفردية.
قدّم الورشة فريق متخصص من مركز دعم الطلبة ذوي الإعاقة في العمادة، ضمّ الأستاذ معاوية البزور، والأستاذ لؤي خصاونة، والأستاذ عمر الشلبي، حيث تطرقت محاور الورشة إلى التعريف بالسمات اللغوية والتواصلية والثقافية للطلبة الصم وضعاف السمع، وبيان التحديات التي قد تعترض مسيرتهم التعليمية في البيئة الجامعية، خصوصًا في المساقات الفنية التي تتطلب تفاعلاً بصريًا حيًا.
وخلال الورشة، أكد الأستاذ معاوية البزور أهمية امتلاك عضو هيئة التدريس لفهم عميق لثقافة الصم، ومراعاة خصوصية التواصل لديهم، بما يسهم في تهيئة بيئة صفية مشجعة ومحفزة للإبداع، تقوم على الوسائل البصرية، ولغة الجسد، والأساليب التربوية التفاعلية التي تكفل للطلبة فرصًا عادلة في الفهم والتعبير.
كما أوضح الأستاذ لؤي خصاونة أن جامعة اليرموك تلتزم بتطبيق تعليمات عادلة تراعي احتياجات الطلبة من ذوي الإعاقة السمعية، عبر توفير التسهيلات الأكاديمية الملائمة، مثل تمديد وقت الامتحانات، وتوفير مترجمي لغة الإشارة، وتهيئة المرافق الأكاديمية والخدمية، بما يعزز حقهم في تعليم جامع وإنساني يقوم على تكافؤ الفرص.
واختُتمت الورشة بحوار ثري بين أعضاء الهيئة التدريسية وفريق العمادة، طُرحت خلاله رؤى ومقترحات من شأنها الارتقاء بالممارسات التدريسية الدامجة في كلية الفنون، وترسيخ حضور الطلبة الصم وضعاف السمع في المساقات والفعاليات الفنية، تأكيدًا على أن الفن لغة تُرى… قبل أن تُسمع.


