انطلاقًا من أهداف عمادة شؤون الطلبة في جامعة اليرموك الهادفة إلى تنمية شخصية الطلبة وتمكينهم نفسيًا ومعرفيًا، وتعزيز مهاراتهم الحياتية بما يسهم في بناء جيلٍ متوازنٍ وواعٍ، نظّمت منصة سفير صحة بالتعاون مع الجامعة، ورشة بعنوان "عقدة النقص: من العجز إلى الإنجاز"، قدّمتها الدكتورة مريم محروم.
هدفت الورشة إلى مساعدة المشاركين على فهم جذور الشعور بالنقص وكيفية تحويله إلى طاقة إيجابية محفزة نحو النمو والنجاح، من خلال نقاشات وأسئلة تحفيزية وتأملات ذاتية مكّنتهم من التعرف على ذواتهم بعمق، واكتشاف أن الشعور بالنقص ليس ضعفًا، بل دافعًا للتطور والإنجاز.
وتناولت الورشة مفهوم عقدة النقص من المنظور الأدلري في علم النفس، موضحةً أن الإحساس الطبيعي بالنقص يمكن أن يكون محركًا للتفوق البنّاء، إلا أنه يتحول إلى عقدة حين يترسخ كفكرة ثابتة عن العجز. كما ناقشت الورشة العوامل التي تُغذي هذا الشعور، مثل التنشئة الأسرية، والمقارنة المستمرة، والنقد الذاتي، والمعايير المجتمعية الصارمة، مبينةً انعكاس هذه العوامل على الفكر والسلوك والعلاقات الإنسانية.
وانتقلت الورشة إلى الجانب التطبيقي الذي ركز على التحول الإيجابي من العجز إلى الإنجاز، من خلال الوعي بمصدر الإحساس بالنقص، وإعادة تأطير الأفكار السلبية وتحويلها إلى فرص للتعلم والنمو، وبناء عقلية نامية ترى الفشل فرصة للتطور، وتعزيز مفهوم الرحمة الذاتية بدلًا من جلد الذات. كما تضمن الجزء العملي تمارين سلوكية يومية تهدف إلى ترسيخ مشاعر الكفاءة والقدرة والإنجاز في حياة المشاركين.
وشهدت الورشة عرض قصص واقعية ملهمة لشخصيات عالمية تجاوزت التحديات وصنعت من قيودها إنجازًا، مثل هيلين كيلر وبيثاني هاميلتون ومالالا يوسفزاي، لتؤكد أن العجز ليس نهاية الطريق، بل بداية رحلة نحو التميز والإبداع.
وأكدت الدكتورة مريم محروم خلال الورشة أن تجاوز الشعور بالنقص يبدأ من الوعي الذاتي وتبني نظرة واقعية ومتوازنة للقدرات، مشيرةً إلى أهمية تعزيز مفهوم الصحة النفسية الإيجابية بوصفه أداة فاعلة لتحقيق النجاح الأكاديمي والمهني، وتحقيق التوازن النفسي الذي ينعكس إيجابًا على حياة الطلبة.
هذا وقد حضر هذه الورشة مساعد عميد شؤون الطلبة د. رشا الحوراني، وندير دائرة النشاط الثقافي والفني وائل طبيشات، وضابط ارتباط منصة "نحن" شذى أبو خيط. وتأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من البرامج الهادفة التي تنفذها عمادة شؤون الطلبة، في إطار خطتها الرامية إلى تعزيز الصحة النفسية لدى الطلبة، وتمكينهم من مهارات الحياة الإيجابية، وتوفير بيئة جامعية محفزة وداعمة للإبداع والتميّز، تسهم في إعداد طلبة مؤهلين وقادرين على مواجهة تحديات المستقبل بثقة ووعي ومسؤولية.
