أكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد خلال الندوة التفاعلية "قصص نجاح يرموكية" التي نظمتها عمادة شؤون الطلبة ضمن فعاليات صيف الشباب 2022، وشارك فيها كل من الدكتور محمد أبو حمور وزير المالية الأسبق، والدكتور محمد المومني وزير الإعلام الأسبق، على أن الطلبة بأمس الحاجة للقاء مع أصحاب خبرة بحجم أبو حمور والمومني نظرا لما سيكتسبه الطلبة من دروس وعبر من شأنها ان تلهمهم خلال طريقهم لرسم مستقبلهم في مختلف المجالات.
وأكد مسّاد على أهمية تنظيم اللقاءات القائمة على النقاش الهادف وعلى مبدأ التعلم من خلال القدوة بين أصحاب الخبرات وبين طلبة الجامعة.
وأشار إلى الدور الهام والمحوري الذي قام به كل من أبو حمور والمومني خلال تسلمهما لوزارتي المالية والإعلام مما يتيح الفرصة للشباب الجامعي أن يجد إجابة كل ما يجول في خاطره من أسئلة حول الوضع الاقتصادي في الأردن وتحدياته وطرق تجاوزها، ودور الإعلام في رسم مستقبل هذا الوطن وذلك في ظل وجود إعلام رسمي ورقمي ووسائل تواصل اجتماعي، الأمر الذي يمكننا من تنشئة جيل واعٍ وقادر على مواجهة التحديات لرسم مستقبل واعد لأردننا الحبيب.
وبدوره أكد أبو حمور أنه خلال لقائنا مع الشباب وهم المكون الرئيسي للمجتمع الأردني نستشعر على الدوام أن هناك فرصا للتغيير والتطوير نحو الأفضل، مؤكدا أن تقلّد المناصب ليس مؤشرا على النجاح وإنما إتقان العمل والقيام به على أكمل وجه وتحقيق الإنجازات هو الأهم.
واستعرض أبو حمور مسيرته منذ دراسته في كلية الاقتصاد بجامعة اليرموك واستكماله دراساته العليا في بريطانيا، ومن ثم عمله في البنك المركزي ووزارة المالية وتسلمه لعدة حقائب وزارية منها الصناعة والتجارة، والمالية، وترأسه لمجالس العديد من الشركات، مؤكدا أن مسيرة عمله هذه رافقها العديد من الصعاب والتحديات والإخفاقات كذلك لكن هناك العديد من العوامل التي مكنته من رسم طريق نجاحه في مسيرته العملية أهمها: الثقة في النفس، وقبول التحدي والمثابرة والعمل الشاق والصبر.
وعن أسلوبه في الإدارة شدد أبو حمور على أهمية انتقاء الأشخاص الأقوياء ضمن فريق العمل، ومعرفة نفسية الموظفين وطريقة عملهم، مشددا على ضرورة تطوير الطلبة لذاتهم ومواكبة التغيرات التكنولوجية الحديثة في مختلف المجالات، وتوطين الابتكار والريادة والابداع في مسيرة حياتهم العملية وذلك في ظل الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، حيث أن 50 % من الوظائف الحالية بحلول العام 2030 سوف تتلاشى.
من جانبه شدد المومني على ضرورة انخراط الطالب خلال فترة دراسته الجامعية بالأنشطة اللامنهجية والأعمال التطوعية لما لها من انعكاس إيجابي على بناء شخصية الطالب وجعله قادرا على القيام بالعمل العام وفهم الحياة السياسية بشكل أفضل، بالإضافة إلى ضرورة تطوير الطالب لذاته ومهاراته وقدراته في مجال تخصصه وإلمامه بمهارات التواصل والاتصال ومعرفته لغة مساندة كاللغة الإنجليزية أو الفرنسية ومهارات الحاسوب ليتمكن من اثبات جدارته في سوق العمل، ويضطلع بدوره في دفع مسيرة التنمية في مجتمعه.
واستعرض المومني مسيرته الدراسية في قسم العلوم السياسية بجامعة اليرموك التي تميزت بالتفوق الأكاديمي إلى جانب نشاطه الفاعل بالمشاركة في الأندية الطلابية ومجالس اتحاد الطلبة والأنشطة اللامنهجية وخاصة السياسية منها مما أكسبه الخبرة في كيفية الحوار مع مختلف التيارات السياسية، وكيفية كتابة البيان، وتنظيم الحملات الانتخابية، والمسيرات، مؤكدا للشباب الجامعي أن النشاط الطلابي اللامنهجي لا يتعارض مع التفوق الدراسي وإنما تجعل من الطالب إنسان قادر وفاعل في مجتمعه.
ودعا الطلبة إلى استغلال الفرص، وممارسة عملية التقييم الذاتي الموضوعي من خلال الإجابة على أسئلة هل عملت ما يكفي؟، هل اتخذت الخطوات الكافية للوصول إلى ما أصبو إليه؟، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة النقد الذاتي الموضوعي، والاستماع إلى الخبراء.
وأكد المومني على أهمية دور عمادة شؤون الطلبة في صقل شخصية الطلبة وتنمية مهاراتهم وقدراتهم الحياتية من خلال تنظيم الندوات الوطنية والسياسية والأنشطة التفاعلية والرياضية والمعارض الفنية والأعمال التطوعية.
وفي نهاية الندوة التفاعلية التي حضرها نائبا رئيس الجامعة الدكتور موفق العموش، والدكتور رياض المومني، وعدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية، وجمع من طلبة الجامعة، أجاب أبو حمور والمومني على أسئلة واستفسارات الحضور.