برعاية عميد شؤون الطلبة الأستاذ الدكتور أحمد الشريفين، عُقدت جلسة توعوية بعنوان "الاضطرابات النفسية بين القبول والرفض"، قدّمتها الأخصائية النفسية عائشة عبابنة، ونسّق لها رئيس قسم الإرشاد الدكتور أحمد تلاحمة، وذلك بحضور مجموعة من الطلبة وعدد من أعضاء الهيئتين الإدارية والأكاديمية.
واستهلت عبابنة حديثها بتعريف الاضطرابات النفسية من منظور علمي، موضحةً الفرق بين المشكلات النفسية العابرة والتغيّرات الطبيعية في المزاج، وبين الاضطرابات التي تتطلب تشخيصاً ومتابعة من مختصين. وانتقلت بعد ذلك إلى استعراض أكثر الاضطرابات شيوعاً بين فئة الشباب والطلبة، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات النوم والتكيف، مبينةً كيف يمكن لهذه الاضطرابات أن تنعكس على التحصيل الأكاديمي، والعلاقات الاجتماعية، واستقرار الحياة اليومية للطالب.
وتناولت الجلسة جانباً مهماً حول الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمرض النفسي، حيث أكدت أن الأحكام المسبقة والخجل من طلب المساعدة يشكلان عائقاً رئيساً أمام التدخل المبكر والعلاج، مشيرة إلى ضرورة تغيير النظرة النمطية التي تحيط بمن يمرّ بتجربة نفسية صعبة. ومن هذا المنطلق، ناقشت الفجوة بين القبول والرفض في المواقف المجتمعية، مبينةً أن الوعي العلمي غالباً لا ينعكس بشكل واقعي على السلوك، وأن تعزيز ثقافة التقبل والدعم بات مطلباً ضرورياً لتحسين جودة حياة الطلبة.
كما قدمت عبابنة مجموعة من الإرشادات العملية التي تساعد الطلبة على التعامل مع الضغوط النفسية اليومية، وطرق تقديم الدعم لزملائهم الذين قد يواجهون تحديات نفسية، مع التأكيد على أهمية الإحالة للمختصين في الحالات التي تستدعي ذلك. واستعرضت أبرز الخدمات التي يقدمها قسم الإرشاد في الجامعة، من جلسات فردية، وبرامج دعم نفسي، ومبادرات توعوية تهدف إلى ترسيخ بيئة جامعية آمنة ومساندة.
وجاء تنظيم هذه الجلسة انسجاماً مع أهداف جامعة اليرموك في بناء بيئة تعليمية شاملة تُعنى بصحة الطالب النفسية والاجتماعية، وتعزز مناخ الرفاه والدعم داخل الحرم الجامعي، إضافة إلى إيمانها بأهمية تمكين الطلبة بالمهارات الحياتية وتعزيز وعيهم بقضايا الصحة النفسية، وبما يسهم في الارتقاء بتجربتهم الجامعية وصقل شخصياتهم ومساراتهم الأكاديمية.


